recent
أخبار ساخنة

## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية

الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

 

## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية

 

**مقدمة: عبق البداوة في قلب الحاضرة**

 

في خضم العصر العباسي الأول، حيث بلغت الحضارة الإسلامية أوج ازدهارها الثقافي والمادي، وحيث شكلت بغداد حاضرة الدنيا وملتقى العلوم والفنون والترف، قد يبدو البحث عن أصداء للحب العذري، ذلك النمط من العشق الروحي المتعفف الذي ازدهر في بوادي الحجاز وصحاري نجد خلال العصر الأموي، ضربًا من المحال أو البحث عن إبرة في كومة قش.


في خضم العصر العباسي الأول، حيث بلغت الحضارة الإسلامية أوج ازدهارها الثقافي والمادي، وحيث شكلت بغداد حاضرة الدنيا وملتقى العلوم والفنون والترف، قد يبدو البحث عن أصداء للحب العذري، ذلك النمط من العشق الروحي المتعفف الذي ازدهر في بوادي الحجاز وصحاري نجد خلال العصر الأموي، ضربًا من المحال أو البحث عن إبرة في كومة قش.
## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية

 لقد ارتبط الشعر العذري بأسماء مثل مجنون ليلى، وجميل بثينة، وكُثيّر عزة، بشعراء عاشوا في بيئات قاسية، غلب عليها الحرمان وشظف العيش، وقيود اجتماعية صارمة، ما جعل من الحب تجربة روحانية سامية، غالبًا ما تنتهي بالفراق والمأساة، لكنها تتجسد في شعر خالد يفيض صدقًا ولوعة.

 

غير أن التحولات الاجتماعية والثقافية العميقة التي شهدها العصر العباسي، وانتقال مركز الثقل الحضاري إلى المدن الكبرى كبغداد،

 وما رافق ذلك من انفتاح على ثقافات متنوعة، وشيوع أنماط حياة أكثر تحررًا ورخاءً، قد توحي بأن ذلك النمط من الحب قد انزوى أو اختفى. فالمدينة، بضجيجها وإغراءاتها وفرصها المتعددة، قد تُشبع الحواس، لكن هل تضمن بالضرورة إرواء الروح أو تحقيق الإشباع العاطفي العميق؟ هنا تبرز تجربة الشاعر العباسي **العباس بن الأحنف** (توفي نحو 192 هـ / 808 م) 

  • كظاهرة فريدة ولافتة، كصرخة عذرية رقيقة، أو وميض حالم، في عصر غالبًا ما يُوسم بالإباحية أو
  •  على الأقل، بالتركيز على الجوانب الحسية في الشعر والغزل. لقد استطاع العباس، رغم انغماسه في
  •  حياة البلاط ونعيم العيش، أن يقدم نموذجًا للحب المخلص المتألم، وأن يكرس جُلّ شعره لامرأة
  •  واحدة، هي "فوز"، التي أصبحت أيقونة للعشق في ديوانه، محولاً تجربته الشخصية إلى شهادة على
  •  أن الحب الصادق يمكن أن يتجاوز الظروف والبيئات.


 

**العباس بن الأحنف سيرة بين البصرة وبغداد والخلاصة الشعرية**

 


## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية

تتضارب الروايات حول أصول العباس ونشأته، وهو أمر شائع في سير العديد من أعلام تلك الفترة. يذكر أبو الفرج الأصفهاني في "الأغاني" أنه من بني حنيفة، وأنه نشأ ببغداد وكان من أصل عربي. بينما يذهب الأخفش إلى أنه من عرب خراسان، ويرى آخرون أنه بصري النشأة ثم وفد إلى بغداد لاحقًا. وأيًا كانت حقيقة نسبه ومولده، فإن الثابت أنه عاش الجزء الأهم من حياته في بغداد، وكان من المقربين وندماء الخليفة هارون الرشيد، ما أتاح له حياة مترفة ومكانة اجتماعية مرموقة.

 

  • ورغم هذا القرب من دوائر السلطة، ورغم ما عُرف عنه من وسامة ظاهرة وظرف محبب ورقة
  •  طبع، فإن الإجماع يكاد ينعقد بين النقاد القدماء، كالمبرّد، والأصمعي، والجاحظ، والصولي، على
  •  جودة شعره وتفرده. يصفه الجاحظ بأنه "شاعر غزِل ظريف، مطبوع، وفي شعره طلاوة وحسن
  •  ورونق وديباجة، وليس في شعره شيء من ألفاظ البدويات، ولا حوشي الكلام". والأهم من ذلك،
  •  تأكيد الجاحظ وغيره على أن العباس "لم يتجاوز الغزل قط إلى مدح أو هجاء"، مكتفيًا بأن يكون
  •  شاعر الحب بامتياز. هذا التخصص النادر في فن واحد، وهو الغزل، في عصر كان الشعراء فيه
  •  غالبًا ما يطرقون أبوابًا متعددة كالمديح والهجاء والفخر، يشير إلى مدى عمق التجربة العاطفية التي
  •  استحوذت على كيان الشاعر ووجهت موهبته.

 

لكن اللافت للنظر هو أن الأصفهاني، صاحب "الأغاني" الذي يُعد المصدر الأهم لأخبار الشعراء والمغنين، لم يولِ العباس اهتمامًا كبيرًا يتناسب مع شهرته وجودة شعره، ولم يركز إلا على الأبيات التي تصلح للغناء، ولم يأتِ على ذكر "فوز" أو تفاصيل قصة حبه لها، وهو ما يضفي مزيدًا من الغموض على شخصية الحبيبة المحورية في ديوانه.

 

**"فوز" الحبيبة الحاضرة الغائبة ولغز الهوية**

 


## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية

لا شك أن ديوان العباس بن الأحنف يعرض لأسماء نساء أخريات غير "فوز"،

 مثل ظلوم، وذلفاء، ونرجس، ونسرين، وسحر، وضياء. ويبدو أن معظمهن كنّ من الجواري اللاتي صادفهن الشاعر في مجالس بغداد وقصورها. إلا أن "فوز" تبقى هي الاسم الأكثر ترددًا، والحبيبة التي استحوذت على قلبه وشغلت الجزء الأكبر والأجود من شعره الغزلي. ومع ذلك، تظل هويتها الحقيقية محاطة بهالة من الغموض والجدل.

 

  1. ذهب البعض إلى أن "فوز" و"ظلوم" هما اسمان لامرأة واحدة، لكن نصوص الشاعر نفسها تفرق
  2.  بينهما، وتؤكد في أكثر من موضع أن "فوز" لم تكن جارية، بل امرأة حرة ذات مكانة ونسب عريق.
  3.  ويشير العباس صراحة إلى تعمده إخفاء اسمها الحقيقي خوفًا عليها وعلى نفسه، ربما بسبب مكانتها
  4.  الاجتماعية أو قرابتها من شخصيات نافذة، فيقول في أبيات تكشف هذا الحذر:

 

كتمتُ اسمها كتمانَ من صارَ عُرضةً *** وحاذرَ أن يفشو قبيحُ التسمُّعِ

فسمّيتُها "فوزًا" ولو بُحتُ باسمِها *** لسُمِّيتُ باسمٍ هائلِ الذكرِ أشنعِ

 

  • هذه الأبيات تفتح الباب على مصراعيه للتكهنات. وقد ذهبت الباحثة العراقية الدكتورة عاتكة
  •  الخزرجي، في دراستها المستفيضة عن الشاعر، إلى أن "فوز" لم تكن مجرد خيال شاعري، بل
  •  "كائن من لحم ودم"، وأن ديوانه هو "سيرته وقصة قلبه". لكنها تذهب أبعد من ذلك، فترجح أن تكون
  •  "فوز" هي الاسم المستعار لـ **عليّة بنت المهدي**، أخت الخليفة هارون الرشيد، وهي أميرة
  •  وشاعرة وموسيقية معروفة. وتفسر الخزرجي لجوء العباس إلى هذا الاسم المستعار بالخوف الشديد
  •  من بطش الخليفة، الذي كان الشاعر من ندمائه المقربين، لو افتضح أمر هذه العلاقة.

 


## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية

ورغم وجاهة هذا الطرح وقوته التفسيرية لبعض جوانب الغموض، إلا أنه يواجه اعتراضًا جوهريًا يستند إلى نصوص الشاعر نفسه. فالعباس يشير في مواضع متعددة، وبشكل واضح، إلى أن حبيبته "فوز" تقيم بعيدًا عنه في الحجاز، بينما هو في العراق (بغداد)، وهذا البعد المكاني هو مصدر أساسي للشكوى واللوعة في شعره. يقول في قصيدته الشهيرة:

 

أَزيْنَ نساءِ العالمينَ أجيبي *** دعاءَ مشوقٍ بالعراقِ غريبِ


أقولُ وداري بالعراقِ، ودارُها *** حجازيةٌ في حَرّةٍ وسُهوبِ

 

ويناشد زوار بيت الله أن يمروا بيثرب (المدينة المنورة) ليبلغوا سلامه لحبيبته:

 

أَ زُوّارَ بيتِ اللهِ مُرُّوا بيثربٍ *** لحاجةِ متبولِ الفؤادِ كئيبِ

 

  • هذه الإشارات المتكررة إلى إقامة "فوز" في الحجاز تتعارض مع حقيقة أن الأميرة عليّة بنت المهدي
  •  كانت ملازمة لبغداد ولقصر أخيها الرشيد ولم تغادرها إلى الحجاز للإقامة الدائمة. لذلك، يبقى احتمال
  •  أن تكون "فوز" امرأة أخرى شريفة النسب، ربما التقاها الشاعر في بغداد ثم عادت إلى موطنها في
  •  الحجاز، أو أن تكون شخصية جمع فيها الشاعر صفات متعددة، أو حتى رمزًا للحب المثالي الذي
  •  ينشده. وأيًا تكن الحقيقة، فإن هذا البعد والغموض قد خدما التجربة الشعرية أيّما خدمة.

 

**صدى العذرية في قصر الرشيد البعد والجوى والشعر**

 


## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية

لقد كان البعد الجغرافي الشاسع بين العباس في العراق و"فوز" في الحجاز بمثابة النقمة والنعمة في آنٍ معًا.

 كان نقمة لأنه سبب للشاعر ألمًا نفسيًا عميقًا، وشعورًا بالغربة والحنين، وحرمه من وصال المحبوبة. ولكنه كان نعمة لأنه وفر له المادة الخام للشعر، وحوّل لوعته إلى وقود للإبداع. فجاءت قصائده الموجهة إلى "فوز" مشحونة بصدق العاطفة، ورقة التعبير، وعمق الشكوى. ولو أزلنا اسم الشاعر من بعض هذه القصائد، لتبادر إلى الذهن فورًا أنها لواحد من أعلام الشعر العذري في العصر الأموي.

 

  1. هذا التشابه ليس سطحيًا، بل يمتد إلى اللغة والمعاني والروح العامة للقصيدة. فنجد التركيز على الحب
  2.  الواحد الأبدي، والمعاناة من أجل الحبيبة، والشوق القاتل، والتألم للبعد، والتعفف عن ذكر المفاتن
  3.  الجسدية بشكل فج، والاستعداد للتضحية. وليس أدل على هذا التماهي من أن بعض المقطوعات
  4.  الشعرية الشهيرة، مثل "أَسِربَ القَطا هل من يُعيرُ جناحَهُ؟"، تُنسب في المصادر تارة إلى مجنون
  5.  ليلى وتارة إلى العباس بن الأحنف، مما يعكس مدى التقارب الروحي والأسلوبي.

 

يبدو أن العباس كان واعيًا بهذا المسار الذي اختاره لنفسه. ففي عصر هيمن فيه شعراء كبار مثل أبو نواس بشعره الخمري والماجن، وأبو تمام بمدائحه الجزلة وفلسفته الشعرية المعقدة، وبشار بن برد بلغته السلسة وغزله الحسي أحيانًا، أراد العباس أن يتميز وأن يحجز لنفسه مكانًا خاصًا في تاريخ الشعر العربي. لقد وجد في إحياء أو استلهام الروح العذرية، تلك "الحلقة المفقودة" في شعر الحب العباسي كما يصفها المقال الأصلي، ضالته المنشودة. كان يرى في تجربته نموذجًا خالدًا، كما يصرح في قوله

 إن ما عاشه سيصبح "سُننًا للناس"، أو في بيته الذي يعكس طموحه للخلود: "وصرنا حديثًا لمن بعدنا *** تُحدّثُ عنا القرونُ القُرونا".

 

  • وقد لاحظ المستشرق الفرنسي جان كلود فادييه (Jean-Claude Vadet) في كتابه "الغزل عند
  •  العرب" هذا التفرد، معتبرًا تجربة العباس خروجًا على المألوف الحسي السائد في عصره. ويتوقف
  •  فادييه عند "فوز"، متسائلاً عن حقيقة وجودها، ومقترحًا أنها قد تكون تمثيلاً لتوق الشاعر إلى المرأة
  •  الكاملة، ويضعها في مقارنة مع بياتريس حبيبة دانتي. ومع ذلك، يؤكد المقال الأصلي، وهو محق في
  •  ذلك، أن النموذج الذي استلهمه العباس هو عربي أصيل بامتياز، متجذر في التقليد العذري. فبدلاً من
  •  الصحراء المادية القاحلة التي كانت مسرحًا لأشعار المجنون وجميل، استعاض العباس عنها بـ
  •  "صحراء الحب المستحيل"، وهي صحراء داخلية، نفسية وروحية، يلمع فيها سراب الوصال بعيد
  •  المنال، لكنها تظل مصدرًا خصبًا للإلهام والخيال.

 

**ازدواجية التجربة بين "فوز" والقيان وبين عمق الشعر وسهولة الغناء**

 


## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية

مع الإقرار بسمو التجربة العاطفية التي تمثلها "فوز" في ديوان العباس، لا يمكن إغفال وجود جانب آخر في شعره يبدو أقل عمقًا وأكثر استهلاكًا للموضوعات التقليدية في الغزل. فإلى جانب القصائد الطويلة المفعمة بالوجد والحسرة والشكوى من البعد، نجد مقطوعات قصيرة، ذات لغة أسهل ومعانٍ أبسط، تتحدث عن مغامرات عابرة مع نساء أخريات، معظمهن من القيان والجواري. بل إن بعض المقطوعات الموجهة إلى "فوز" نفسها تبدو أحيانًا متكلفة أو سطحية، وتفتقر إلى الحرارة والصدق اللذين يميزان قصائده الأخرى فيها، كمثل قوله:

 

أيا سيدةَ الناسِ *** لقد قطَّعتِ أنفاسي

يلوموني على الحبِّ *** وما في الحبِّ من باسِ

ألا قد قَدِمَتْ فوزٌ *** فقرَّتْ عينُ عباسِ

 

كيف نفسر هذه الازدواجية الظاهرة في تجربة شاعر واحد؟ يقدم المقال الأصلي تفسيرات محتملة ومنطقية:

 

1.  **تعميم اسم "فوز":** ربما لم يحصر العباس اسم "فوز" على حبيبته الأساسية التي ملكت قلبه، بل استعاره أحيانًا ليطلقه على نساء أخريات التقاهن في حياته الاجتماعية الصاخبة.

2.  **تأثير الغناء:** كان العصر العباسي عصر ازدهار كبير لفن الغناء، وكان الشعراء يتوقون إلى أن تتغنى بأشعارهم حناجر المغنين والمغنيات المشاهير. ولتحقيق ذلك، قد يكون العباس قد تنازل أحيانًا عن مستواه الشعري الرفيع، ولجأ إلى نظم مقطوعات سهلة اللفظ والمعنى، ذات إيقاع موسيقي واضح، لتكون أكثر ملاءمة للتلحين والغناء والانتشار بين العامة والخاصة.

3.  **النزعة النرجسية وتعدد النماذج:** ربما كان لدى العباس طموح شعري متعدد الأوجه. فإلى جانب رغبته في التماهي مع العذريين الكبار ومعاناتهم، قد يكون تأثر أيضًا بنموذج الشاعر المغامر الفاتن، على غرار عمر بن أبي ربيعة في العصر الأموي، الذي كان يتباهى بمغامراته العاطفية وقدرته على الوصول إلى النساء المحصنات. هذه الرغبة المزدوجة في تجسيد العاشق المتألم والمغامر الظافر قد تكون أدت إلى هذا التنوع في شعره.

 

**خاتمة رجحان كفة الصدق العذري**

 

رغم هذه الازدواجية، فإن المقارنة النقدية بين النموذجين – الحسي العابر والمتعفف العميق – في شعر العباس بن الأحنف، لا بد أن تميل لصالح هذا الأخير.

 فالقصائد التي تفيض بالشغف الحقيقي، وحرقة النفس، والتأملات العميقة حول ماهية الحب والفراق والموت، والتي تتخذ من "فوز" (سواء كانت شخصًا حقيقيًا محددًا أو رمزًا للحب المثالي) محورًا لها، هي التي تمثل الإضافة النوعية للعباس وتضمن له مكانته في تاريخ الشعر العربي.

 

في هذه القصائد، يتجاوز العباس مجرد الشكوى السطحية ليغوص في أعماق النفس البشرية. يحوّل عناصر الطبيعة إلى مرايا تعكس حالته الداخلية، كما في أبياته الرائعة عن السيل الذي يذكره بمحبوبته القريبة من مساره:

 

جرى السيلُ فاستبكانيَ السيلُ إذ جرى *** وفاضتْ له من مُقلتيَّ سُروبُ

وما ذاكَ إلا حيثُ أيقنتُ أنـهُ *** يـمـرُّ بـوادٍ أنـتِ مـنـهُ قـريـبُ

يـكـونُ أُجـاجًـا دونـكـمْ فـإذا انـتـهـى *** إلـيـكـمْ تـلـقَّـى طِـيـبَـكُـمْ فـيـطـيـبُ

 

هذه القدرة على بث الروح في الجمادات، وربط الظواهر الكونية بمشاعره الذاتية، وهذا الصدق الشفيف في التعبير عن لوعة الفراق وأمل اللقاء، هي السمات التي تجعل من غزله العذري تجربة متفردة وخالدة.

 

لقد كان العباس بن الأحنف بالفعل "صرخة عذرية في عصر إباحي"، أو لنقل، وميضًا نقيًا للحب الروحي في فضاء بغداد المادي والمترف. أثبت بشعره أن القلب الإنساني، في أي عصر وتحت أي ظرف، يظل قادرًا على الحب العميق المخلص، وأن هذا الحب يمكن أن يكون مصدرًا لأرقى أنواع الشعر وأكثرها خلودًا. لقد نحت لنفسه مسارًا خاصًا، مزج فيه بين رقة الحضارة وعمق العاطفة البدوية، ليقدم لنا ديوانًا يظل مرجعًا للغزل العفيف والشوق النبيل في تراثنا الشعري العظيم.


عناصر الموضوع

1.  **العباس بن الأحنف:** (اسم الشاعر الأساسي)
2.  **الشعر العذري:** (التيار الشعري الذي يمثله)
3.  **فوز:** (اسم حبيبته المحوري في شعره)
4.  **الغزل العفيف:** (وصف دقيق لنوع غزله)
5.  **العصر العباسي:** (الفترة التاريخية)
6.  **شعر الحب:** (موضوعه العام)
7.  **بغداد:** (مكان إقامته وتأثيرها)

8.  **شعراء العصر العباسي:** (لوضعه ضمن سياقه)
9.  **الحب العذري في العصر العباسي:** (تحديد الظاهرة بدقة)
10. **قصائد العباس بن الأحنف:** (للباحثين عن شعره)
11. **ديوان العباس بن الأحنف:** (للباحثين عن مجموعته الشعرية)
12. **شعر الشوق والفراق:** (من أبرز أغراض شعره)
13. **هارون الرشيد:** (الخليفة الذي عاصره وكان من ندمائه)
14. **الأدب العربي القديم:** (تصنيف أوسع)
15. **مجنون ليلى وجميل بثينة:** (للمقارنة مع شعراء عذريين آخرين)
16. **عليّة بنت المهدي:** (للإشارة إلى الجدل حول هوية فوز)
17. **الشعر والغناء في العصر العباسي:** (لتغطية جانب تأثير الغناء على شعره)
18. **نقد شعر العباس بن الأحنف:** (للمهتمين بالدراسات النقدية)

19. **صرخة عذرية:** (مستوحاة من عنوان المقال)
20. **شاعر الحب الواحد:** (لوصف إخلاصه لفوز)
21. **رقة الشعر العباسي:** (لوصف أسلوبه)
22. **العشق المستحيل:** (لوصف طبيعة حبه)


## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية
## العباس بن الأحنف: وميض العشق العذري في فضاءات بغداد العباسية





google-playkhamsatmostaqltradent